قرار
محكمة النقض الفرنسية،
بتاريخ 18 مارس 1878،
القرار المعروف باسم الاميرة بوفرمونت،
نموذج من نماذج القرارات الذي تطبق حرفيا شعار: القاضي ليس شيء آخر غير ان يكون فما للقانون،
يتعلق الأمر بزواج تم في بداية سنوات 1870، كانت الاميرة من جنسية بلجيكية، وصارت فرنسية بالزواج،
في سنة 1874، قضت المحاكم الفرنسية بانفصال الأجساد بين الزوجين، حيث كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة، فلا طلاق جائز في شريعتهم، هذا الامر لا يرضي الأميرة حيث التقت بأمير آخر وتريد الزواج منه،
ومعلوم أن القانون الفرنسي لا يسمح بالزواج، حيث لا طلاق، ومادام الزواج الاول لم يتم فسخه فإن زواج ثاني لا يمكن ابرامه،
غير أنه في دول اخرى الطلاق مسموح به، مثلا في ديشي، تعتبر كل من هو في وضعية انفصال اجساد هو في حكم المطلق اتوماتيكيا، حيث لا تعرف هاته الدولة بنظام انفصال الاجساد،
ذهبت الاميرة بوفرمنت للإقامة في هاته البلدة، وحصلت على الجنسية، بهذا التغيير في الجنسية اعتقدت انها سوف تنجو من القانون الفرنسي، وتنال تحويل انفصال الاجساد الى طلاق نهائي بقوة القانون، فرجعت الى اميرها الجديد بوثيقة الطلاق، وانها يمكنها الآن الزواج،
اعتبر الامير بوفرمونت انه مازال متزوج بالأميرة، فرفع دعوى قضائية ببطلان هذا الزواج الثاني، من جهتها الاميرة اعترضت بكون الزواج الأول تم فسخه بموجب القانون الدوشي، الذي يقلب انفصال الاجساد لطلاق،
لم يترك القضاء الفرنسي غش الاميرة يكتمل، وقضى بان اجراءاتها كان فيها غش تجاه القانون الفرنسي، وأن الركن المادي في هذا الغش يظهر من خلال تغيير الجنسية.
وهكذا يتبين أن هذا القرار نموذج للقرارات القضائية التي لم تستغل الفرصة لتلطف من اجحاف التشريع الفرنسي، بتقنية تحقق المصلحة المشروعة المرجوة، ويتمثل بشكل كبير مقولة ان القاضي ليس الا فم للقانون، لا يد له فيه بالمرة في تطبيق روح التشريعات والغاية منها بقضاء مصالح الناس ورفع الحرج عنهم.
لذلك عمل المشرع بعد سنوات، بالضبط في 27 يوليوز 1884، على الغاء القانون القاضي بحرمان الفرنسيين من حقهم المشروع في الطلاق، كحل لابد منه لإنهاء رابطة زواج مختلة بشكل لا رجعة فيه[1].
م ب
التوثيق المقترح:
محمد بلمعلم، الطلاق والغش تجاه القانون، قرار محكمة النقض الفرنسية، 18 مارس 1878، قرار الاميرة بوفرمونت، مجلة قم نفر، يناير 2011، تحت رقم 417.
--------
لتحميل كل المقالات المنشورة في هذا الموقع بخصوص قضاء محكمة النقض الفرنسية في قانون الأسرة، انظر الكتاب الآتي:
بصدد الطبعة 2: نونبر 2022 منشورات مجلة قم نفر، باريس تأليف: محمد بلمعلم |
----
[1] - Le juge n’est autre que bouche de la loi :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق